أربعة أبيات لقلب نظام الحكم في قطر

أربعة أبيات زجّت بالشاعر "محمد بن الذيب العجمي" في السجن.. وأما حرية التعبير وحقوق الإنسان والديمقراطية وباقي العلك الذي تدفع فيه مسز قطر الملايير كي تُلهم الشعوب العربية كيف تعلك الحرية والكرامة.. فهي أمور مُلحقة بالخارجية القطرية، وليس لها مكان في الداخل القطري الذي لا تتجرأ عُزّى الإعلام ولاتها وهُبلها على كشفه أمام عيون العرب خاصة..
أربعة أبيات ردّ فيها الشاعر "محمد بن الذيب العجمي" على شاعر آخر، لم يحتملها عرّابو "الضمير الإنساني" و"قوّادو الحرية"، ليس لأن الأبيات هي تحريض على قلب نظام الحكم وإحداث الفتنة، بل لأن الأبيات اقتربت من مناطق "آل ثاني" المُحرّمة..
ورغم نفي الشاعر للتهمة المُوجّهة إليه وإنكاره لها، إلا أن عدالة "آل ثاني" مدّدت الاعتقال، ولم تُجد حملات الدعم والمساندة على الشبكات الإلكترونية للشاعر محمد بن الذيب.. فلا مكان لصوت المثقفين ونبض الشارع العربي –وليس القطري- الداعم للشاعر، مثلما عوّدتنا قطر بانتصارها للشارع والمثقفين وأصحاب الرأي الذين تعجّ بهم الجزيرة المُذهّبة الطالعة من البحر.. لأن الأمر يتعلّق بالداخل القطري وليس بوزارة الخارجية القطرية.
تُرى لو تدفّقت القصائد الساخرة الصارخة الطاعنة في "آل ثاني"، ما الذي تفعله مسز قطر؟ أم أنها ستُوكل الأمر إلى مستر أوباما ومن يتخفى في ظله كي يقوم بالواجب.. أم أن أيادي قطر طويلة مثل لسانها وذيول عباءاتها، ويُمكنها أن تصلني أنا القابع في عمق الصحراء الجزائرية مثلا؟
ببساطة، قطر تعالج داخلها بالسجون والتعتيم والإغواء، وتقضي مصالحا في الخارج بالدولار والإعلام وشراء الذمم في مزادات بيع الأقلام والضمير والسلاح على حدّ سواء، وأدرك جيّدا، أن مليون قوّاد سينبت في سويعات كي يُعلي راية قطر وسموها وو.. ولا عيب في ذلك، فمن حق قطر أن تحقق مصالحها بالطريقة التي تراها مناسبة، وليس مهما أن تكون الطريقة نظيفة أو قذرة، فالعالم كله غارق في القذارة..
لا لوم عليك يا قطر، ولا "تثريب" على حكّام قطر إذا اعتبروا أربعة أبيات من شاعر يردّ على شاعر، رجسا من عمل الشيطان..
ولا عتب على "قوّادي" قطر.. فلكل الحق في تحقيق مصالحه وحمايتها وو.. بالطّرق التي يتقنها وبالوسائل التي يمتلكها، وإن كان الآخر غبيا، فلا يجوز أن نلوم من يستثمر ذكاءه وموارده في قضاء مآربه..
.. أما أنت أيها الشاعر فحسبك ما قاله جبران خليل جبران: من ينجو من عدالة الأرض، فعدالة السماء له بالمرصاد".
كتبها/ محمد ياسين رحمة