على الهامش المقيم قيامة المتن، نريد لهذا المولود أن يمارس وجده. حيث لا يتقن تشكيل مفرداته إلا "الهامشيون"، المُواطنون الذين تلتحفهم كوابيس اليقظة ويحلمون أن تستيقظ أحلامهم في توقيت الحياة، الأبجديون المتحركون فرداى عكس الجموع ولمراس صامت بالصمت، والجموع المُتحرّكة على سلّم الحركة الموقوت بأنغام الوجع والضغط والصمت الصارخ..

على الهامش المقيم، حيث لا تجرأ المغامرة أن تضيء ككشافات، بملمح الحقيقة الذي يتعدى الحكاية والقول والفكر.. نريد لهذه الأبجدية أن تولد هنا في "المواطن".. "المواطن".. مُدوّنة مجانية بلا "وصاية" و"منهجية".. مجلّة لتسريع أفول الأصنام وهدمها، وهي مدونة لا تعد أن تبني بهذه الطريقة أو بتلك. ولكنها تساعد البنائين بهذه الطريقة وتلك . مجلّة مشرعة مساحاتها لكل هامشيّ كي يؤسس لكينونته بكل قول جذري وحاسم. وبكل تأكيد هي مجلة قد لا تضيف شيئا لأمواج الدوريات الإلكترونية، أو لتشهد على عصر وتوثّق لفعالياته وأحداثه، ولكنها مجلة الأبجدي المفرد الهامشي وحسب. "وأنت كالملك، خفة وسرعة، حذاؤك من الماء، وقلنسوتك من النار. أحيانا تقبّل شفتاك السماء، وأحيانا أخرى تقبّل الأرض. و تستطيع أن تزلزل الجبل الشامخ من أساسه، مع أنك لا تملك مثقال ذرة تراب واحدة. دفتر البلهاء على صدرك، وغموض الحمقى في رأسك. فأنت ثروة المجانين، و أنت ظل المنعمين في الجهل، فانهض واسلك طريق السفر، وانظر فينا إذ أننا موطنك". من : كتاب العقل للحكيم السنائي الغنزوي.

"المواطن" مجرّد مُدوّنة يشرف عليها مجرّد شبه مواطن من المواطنين المقيمين على الهامش، محمد ياسين رحمة

لمراسلتنا اضغط هنا