/

مقال الرأي

أحوال الناس

مين قال انكو ناقصين عاهرات؟

محمد ياسين رحمة/ في زمن العزة والكرامة الجزائرية، تُوضع الأصفاد في أيدي مواطنة جزائرية وتهان إنسانيتها في مطار القاهرة، ثمّ تُرحّل ملفوفة بأوراق قضية تعود إلى 18 سنة ماضية، ويكتب أحدهم: " نتمنى من سلطات مصر ترحيل عاهرات الهرم الجزائريات كما رحلت العاهرة فلة، احنا ناقصين عاهرات يعني ؟"
وبيت القصيد ليس فيما حدث للفنانة الجزائرية فلة عبابسة وقضيتها، فكلاب الحيّ كثيرة وكلاب الأحياء المجاورة أكثر، وإذا ربطنا القضية بفلة فإن القضية تسقط وتصير فلة هي القضية.. بيت القصيد في سبب الترحيل وهو عدم حصول "الفلة" على موافقة أمنية طبقا لقواعد دخول المواطنين الجزائريين إلى التراب المصري، طبعا هذا السبب أعلنته المصادر الأمنية التي تكفّلت بترحيل "العهر الجزائري" حسب تعبير بعض الصحف المصرية..

يعني أن المواطن الجزائري يحتاج، فضلا عن تأشيرة الدخول، إلى موافقة أمنية ليدخل القاهرة.. طيب، إذا كان هذا زمن العزة والكرامة، وتمتلك الجزائر "ترسانة" دبلوماسية ووزارة خارجية وسفارة وو.. ومع ذلك تُهان امرأة جزائرية، وأين؟ في بلد اسمه مصر؟ فكيف هو حال الجزائريين في بلدان أخرى؟ ومن يقوم على حمايتهم وحفظ كرامتهم؟.. وكيف نتخيّل الجزائريين في غير زمن العزة والكرامة؟ أم أن المفاهيم هي الأخرى ضربها ريح الثورات فانقلبت على معانيها وصارت تعني غير ما تختزنه بطون قواميس اللغة و"أعراف" المعاني منذ أبي لهب؟

إذا كانت وزارة الخارجية غير معنية بكرامة الجزائريين في الخارج، فعلى الأقل، تعتني الجزائر بكرامتها كدولة في مطارات الآخرين.. فالحفاظ على كرامة الجزائر خارجيا هو جزء مهم من الحفاظ على أمن الجزائر.. قد لا أكون على صواب، ولكنني لست مخطئا فالأمر لا يحتاج إلى فذلكة لا لائكية ولا إسلامية ولا وطنية..

نعرف الحكاية التي تقول، أن الجزائر ذات دبلوماسية صامتة، تشتغل أكثر ما تتحدث وتعمل بفعالية وقوة في صمت.. لكن هذه الحكاية هي أشبه بحكايات جدّتي التي لم تعد تساعدني على النّوم في زمن التواصل الإلكتروني.. فعندما أبحر في عالم الانترنت وتصفعني تعليقات الصحف "ترحيل العهر الجزائري"، أنكمش في ذاتي وأشعر أنني أقيم في العراء والسماء فوق رأسي تمطر أكاذيب و"زوخ وفوخ، والعشا قرنين.."..

بعيدا عن الدولة ومواقفها ووزارة الخارجية وأدوارها التي لا نعرفها.. أين الأحزاب السياسية وخاصة التي تتسمّى معارضة؟ وما مواقفها في مثل هذه الأحداث؟ وأين الذين زمّروا وطبّلوا لثورات التحرير من الأقلام والصحف والكتّاب؟.. وأين سلاحف الفيس بوك ودون جوانات وبوفاريات شبكات التواصل الاجتماعي، الذين يتزايدون في إعلاء الوطنية والمعارضة والمصالحة وو..؟، أنا كمواطن لا أفهم الكلام الثقيل للمثقفين والسياسيين الذي تثرثرون في التغيير والثورات والمعارضة.. أفهم فقط أنني جزائري وأُهنت في مطار عربي، فما هو موقفك أيها النبيه الذي تدّعي الفهامة وتحلم بدلا عني وتؤثث لمستقبل المواطن نيابة عنه؟

الأمر لا يتعلق بفلة عبابسة، بل يتعلّق بمواطنة جزائرية وإجراءات أمنية تختص بالجزائريين في مطارات مصر..؟؟
إن لم يكن المواطن في الداخل أو الخارج، هو جوهر اهتمام السلطة والمعارضة والإعلام والكتّاب وو.. فحسبي أن القول: طز طز طز..
أيتها الفلة الجزائرية، عوّلي على إرادتك وانتصري لكرامتك فأنت تنتصرين لكرامة المواطن الجزائري، ولا تنتظري ولا تلتفتي لأشباه الأشباه.. فالعهر الذي يصيب الطبقة الرمادية لم تعترف به منظمة الصحة العالمية، ولكن المواطن يُدرك استفحاله في الرؤوس التي توجع رؤوسنا على الأنترنت والجرانين والأثير وو.. واعذري إخوتك فهم مشغولون بالربيع العربي وثوراته، أما هموم المواطن فمولاها ربي، كيما نقولو: الدجاجة ولدت بيضة والفرّوج عدّمو قاعو"...


  1. وضعت يدك على الجرح ، واثرت نقطة ساخنة .
    لكن بصراحة مقال مثل هذا قد لا يقرأه ايا كان ...لأني ارى فيه خروج عن النص في بعض المواضع والتي لم تكن مضظر لتوظيفها ...هذا رأيي الخاص .
    وشكرا .

  2. تم ترحيلها بدل تنفيذ الحكم عليها وإثارو زوبعة جديدة ولا أظن أن فلة بحاجة إلى أم درمان أخرى لإعادة كبريائها المهدور ...هي بحاجة إلى كاليبر صحيح بدل البحث عنه في مطارات الجرب ..مع الاحترام لك

  3. الى الاخ غير معرف.. في قواعد التعبير الحر ان يتم حذف من لا يجرأ على توقيع رأيه مهما كان باسمه لأن التخفي يجعل من فلة أكبر اجلالا واحتراما من أشرف صاحب رأي متخفي طبعا مع احترامي وتقديري.. والامر الثاني السيدة فلة لم تكن هي القضية بل المواطن الذي اهين "وتشراك" الفم الجزائري الذي نسمعه عن العزة والكرامة ووو.. حاول ان تتجاوز قضة فلة فهي بالتأكيد لا تحتاج الى انصاف رجال ويا ليتنا نمتلك عاهرات برجولة فلة بدل رجال يخجلهم العهر حتى لا ابداء آرائهم..
    خالص شكري وتقديري

Organic Themes