مدرسة حرية التعبير لتهدئة خواطر الرأي العام
أن يتكرم التلفزيون الجزائري بدعوة عدد من الأشخاص المعينين ليتكلموا بحرية، تحت عنوان (إشراك الأحزاب السياسية والمجتمع المدني في الحوار السياسي)، ونكون نحن على أهبة الاستعداد لتلقي قناعة مفادها أن السلطة في بلادنا تسمح بقدر معقول من (حرية التعبير)؛ فهذه ليست ديمقراطية حقيقية حتى لو تمكن الشعب (ولن يتمكن) بعد عمر طويل من أن يكون مصدر السيادة والسلطة ويحكم نفسه بواسطة ممثلين عنه. ذلك أن الشعب الذي يفترض أن يحكم نفسه بنفسه لا يعيش الديمقراطية كأسلوب حياة بل كنظام سياسي مؤثث الواجهة لا أكثر، تتصارع في فلكه أطراف تتبادل الاعتراف ببعضها البعض وفق مقاييس تم إعدادها مسبقا.
بعض الأحزاب تدخل المعترك السياسي حاملة شعار الدين، ولسان حالها أثناء الانتخابات يقول: (من ليس معنا فقد ضل سواء السبيل). وهكذا يجد المواطن البسيط نفسه مخيرا بين أن يصوت لله أو ضده، باعتبار أن هؤلاء هم (حزب الله) في الأرض.
حزب آخر كـ (جبهة التحرير الوطني)، اسمه متَضََمن في نشيد البلاد الذي تربت عليه كل الأجيال؛ (..جبهة التحرير أعطيناك عهدا..)، وفي يوم الانتخابات يجد المواطن نفسه مخيرا بين أن يلتزم بالعهد أو ينكثه. وفي حال صوّت لغير (الجبهة) فقد خان الوطن وداس على رسالة الشهداء.
أحزاب جزائرية أخرى لا تفتح مكاتبها ولا تتواصل مع المواطنين إلا في المناسبات الانتخابية لممارسة البزنسة، من خلال بيع المراتب الأولى داخل قوائمها بأسعار متفق عليها، وكذا من خلال بيع وثيقة تمثيل لجان المراقبة السياسية الوطنية الولائية والمحلية للحزب الذي هو بدوره يحصل من الحكومة على أموال مقابل مشاركته.
إن وظيفة هذه الأحزاب وغيرها هي أن تقوم بإحداث أكبر تحريف لـقاعدة (الأغلبية تحكم) فتجعلها (الأقلية تغلب)، وهكذا تتحقق المغالطة الكبرى. وتكون النتيجة (مجلس أمة) يمثل (الأمة) رغم أنف الأمة. ثم يتم تعيين رجل من هذا المجلس ليشرف على الحوار السياسي الذي لا وجود له إلا عبر أحاديث (الأحزاب السياسية والمجتمع المدني في الحوار السياسي) داخل الصالات المغلقة وفي استوديوهات التلفزيون.
نحن بحاجة أن نتكلم عن أنفسنا.. أن نتعلم الكلام وأن نجد من يصغي إلينا. وأن نتعلم الإنصات لشخص يقول ما يريد، لا ما نتوقع أن نسمعه منه.
نحن بحاجة لأشخاص يشبهوننا، يتحدثون مثلنا.. بلغتنا.. ونشعر أن كلماتهم تصلنا بعمق وضوح؛ ذلك أنهم يمثلوننا بالفعل وهم ليسوا بالضرورة رؤساء أحزاب أو قادة في المجتمع المدني أو متخرجين من مدرسة (حرية التعبير) لتهدئة خواطر الرأي العام. إنهم جزائريون وطنيون أكفاء.. ويتقبلون الاختلاف تحت سقف القيم الكبرى.
علي مغازي - شاعر وكاتب
بعض الأحزاب تدخل المعترك السياسي حاملة شعار الدين، ولسان حالها أثناء الانتخابات يقول: (من ليس معنا فقد ضل سواء السبيل). وهكذا يجد المواطن البسيط نفسه مخيرا بين أن يصوت لله أو ضده، باعتبار أن هؤلاء هم (حزب الله) في الأرض.
حزب آخر كـ (جبهة التحرير الوطني)، اسمه متَضََمن في نشيد البلاد الذي تربت عليه كل الأجيال؛ (..جبهة التحرير أعطيناك عهدا..)، وفي يوم الانتخابات يجد المواطن نفسه مخيرا بين أن يلتزم بالعهد أو ينكثه. وفي حال صوّت لغير (الجبهة) فقد خان الوطن وداس على رسالة الشهداء.
أحزاب جزائرية أخرى لا تفتح مكاتبها ولا تتواصل مع المواطنين إلا في المناسبات الانتخابية لممارسة البزنسة، من خلال بيع المراتب الأولى داخل قوائمها بأسعار متفق عليها، وكذا من خلال بيع وثيقة تمثيل لجان المراقبة السياسية الوطنية الولائية والمحلية للحزب الذي هو بدوره يحصل من الحكومة على أموال مقابل مشاركته.
إن وظيفة هذه الأحزاب وغيرها هي أن تقوم بإحداث أكبر تحريف لـقاعدة (الأغلبية تحكم) فتجعلها (الأقلية تغلب)، وهكذا تتحقق المغالطة الكبرى. وتكون النتيجة (مجلس أمة) يمثل (الأمة) رغم أنف الأمة. ثم يتم تعيين رجل من هذا المجلس ليشرف على الحوار السياسي الذي لا وجود له إلا عبر أحاديث (الأحزاب السياسية والمجتمع المدني في الحوار السياسي) داخل الصالات المغلقة وفي استوديوهات التلفزيون.
نحن بحاجة أن نتكلم عن أنفسنا.. أن نتعلم الكلام وأن نجد من يصغي إلينا. وأن نتعلم الإنصات لشخص يقول ما يريد، لا ما نتوقع أن نسمعه منه.
نحن بحاجة لأشخاص يشبهوننا، يتحدثون مثلنا.. بلغتنا.. ونشعر أن كلماتهم تصلنا بعمق وضوح؛ ذلك أنهم يمثلوننا بالفعل وهم ليسوا بالضرورة رؤساء أحزاب أو قادة في المجتمع المدني أو متخرجين من مدرسة (حرية التعبير) لتهدئة خواطر الرأي العام. إنهم جزائريون وطنيون أكفاء.. ويتقبلون الاختلاف تحت سقف القيم الكبرى.
علي مغازي - شاعر وكاتب