الشارع والعنزة

بقلم :هند جودر- هذا اليوم خرجت من بيتي. بيتي المهذب على نحو يليق ببقايانا. بيتي النائم على بركان من التساؤلات، والشعر، والحب، والأطفال الطيبون.
هذا البيت، الذي يسكننا بضحكته، التي تستقبل الشمس كل يوم بصدر رحب. خرجت والشارع طويل، وبطيء، ومفعم بالقمامات والأعين المتلصصة، والذباب الذي ينخر الرأس قبل أن نهشه. كنت أمشي كاملة السفور.، هكذا يراني هؤلاء على الأقل.
هذا البيت، الذي يسكننا بضحكته، التي تستقبل الشمس كل يوم بصدر رحب. خرجت والشارع طويل، وبطيء، ومفعم بالقمامات والأعين المتلصصة، والذباب الذي ينخر الرأس قبل أن نهشه. كنت أمشي كاملة السفور.، هكذا يراني هؤلاء على الأقل.
غير مبالية بالهمز والغمز الذي في العيون. السيارات تمر والناس والشارع يمشي على رأسي .الشارع المتخم بالبطون الجائعة المسرعة لملئ القفاف. هكذا ستصبح عقولها في كامل لياقتها. إنني مفعمة بالشعر هذا اليوم. بالكاد أرى وبالكاد أسمع. لكنني وفي زحمة الأفكار الهشة والصلبة والمتطرفة أحيانا ،اصطدمت بمشهد مقزز ليضاف إلى هذا الكم الهائل من القمامة البشرية اللاهثة.
فعلى الجانب الآخر من الشارع ،كائنات تمشي على رأسها. لست أدري كم تبلغ درجة الإنسانية فيها .أو ربما هي منعدمة تماما. رجل بوجه عابس كأنه خرج لتوه من معركة خاسرة، يمشي بخطوات سريعة كفيل هائج. لا تدع المجال للمرأة التي خلفه بمترين أن تلحق به.
تعثرت المرأة التي هي حتما زوجته، سقطت على الأرض، احمرت عيناه واتسعتا كأنه الوحش. انتفضت المرأة وقامت من سقوطها، مهرولة دائما، دائما خلفه...
كان الرجل هو الراعي وكانت المرأة عنزة في قطيع ... هو هكذا يرعاها ويسمنها كي ما يستمر النسل وتكبر القبيلة التي تشبهه تماما. الناس لا يأبهون ،فهذا المشهد يأتي في السياق المألوف للمدينة المتصوفة. العيون كلها مركزة على الجانب الآخر من الشارع .
هذا الوجه السافر، هذه المرأة التي تتحدى. لم آبه..
وأعود إلى بيتي الصغير، الدافئ في هذا اليوم الشتوي البارد.والمشهد يتكرر في رأسي إلى أن يحترق .لكن رماده يستقر في ذاكرتي المتعبة ...
يتبع...