تراكم الثروات المفرطة مولد للاستبداد

لقد أصبح التجرؤ على المال العام اليوم مسالة دارجة في سلوك الكثيرين بسبب غياب الدولة ومؤسساتها التي انسحبت وتخلت عن دورها في الرقابة والمحاسبة وانشغلت بقضايا لا تعنيها في الأصل . فالدولة ومؤسساتها عندنا حاضرة حيث لا يجب أن تكون وغائبة حيث يجب أن تكون. لا أفهم لماذا يطارد رجال الأمن أصحاب الطاولات في الشارع وينسوا متابعة كبار المستوردين والمزورين؟؟؟ لا أفهم لماذا تتشدد الجهات المختصة في منح السجلات التجارية ورخص البناء للأفراد ويغيب هذا التشدد عند منح الملايير لدعم مشروعات مشبوهة ومغشوشة؟؟؟ أعتقد أن البحبوحة المالية التي عاشتها الجزائر خلال العشرية الأخيرة ولدت فسادا تحول لغول يتحدى الجميع بما فيه مؤسسات الدولة التي أصبحت جزء منه لتتخلى عن دورها وتتجه بدورها نحو مزيد من الاستغوال والاستبداد. لذلك أنا لا أتعجب من تحول نعمة البترول لنقمة أفسدت أخلاقنا وقيمنا وأدخلتنا في نظام يقوم على الارتزاق والزبونية.
لحظة تأمل يكتبها مصطفى بخوش