/

مقال الرأي

أحوال الناس

ق.ق.ج: انتهى الحلم


في زبد النهار يرمي بانتصاراته الموعودة ،يبعد أشباح لياليه القارصة .وفي كلّ مرّة يضحك من فرط غبائه ،فينسى وأد شقشقة تلك الريح المتربصة بنافذة اشتهاءاته ...يبتعد فيه عن هذا الجمع الذّي يحاصره .لما وطئ سحنة الجهة المقابلة من الحقيقة ودّع أحلامه ،لامجال لمغازلة الوهم بعد اليوم .سيحفر مقابر جماعيّة لإرباكه .وسيوقد شموع الحبّ كلّ ليلة .تذكّر معطفه ،تفحّص جهاز مناعة مطريّته ،حدّق في ساعة معصمه .ثم نفض الغبار عن مفكرته ،سيسعد منذ اليوم بالآحاد ...لم يعد هناك موجب لمناقشة عجوز المقهى السّكير حول اسعار البورصة ...وأرملة الحوذيّ سيصلها راتبها مع أوّل الصّباح ،لن يسمع دمدمة الطّناجر الفارغة الليلة بالذّات .ستخمد الاحتجاجات التي جعلت رأسه تتورّم ولن تخترق جدران الغرفة ككلّ ليل ...اه لقد نسي تلميع حذائه ...عرّج نحو الاسكافيّ الذي كان يرتدي ولأوّل مرّة مئزرا زاهي الالوان ،مدّ له ساقه المندسّة في الحذاء الحزين وشيئا فشيئا ارتسم وجهه على سحنته النّاصعة السواد فلمح هجمة لحيته الكثيفة تغطّي وجهه وتلتهمه ،وقبل أ يحوّطها براحته معاتبا مدّ الإسكافيّ يده للحذاء يريد مسحة بصفحة
جريدة نهشها من كومة متراصة عند مجلسه فخطفها منه وراح يلتهم العناوين ،فقرأ...انتهى الحلم .

قصة قصيرة جدا بقلم خيرة خلف الله