/

مقال الرأي

أحوال الناس

الحق الذي يستنصر بالباطل


الحق الذي يستنصر بالباطل، يسيِّره الباطل كما يشاء. حكمة أردت أن أعلق بها اليوم على تصريحات الدكتور برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض التي نشرتها صحيفة ''وول ستريت جورنال'' الأمريكية حيث أشار فيها أن المجلس يلتزم بالتوقيع على مفاوضات سلام مع إسرائيل، تسمح لسوريا بعد إسقاط نظام الأسد باستعادة هضبة الجولان المحتلة، إلى جانب ذلك تعهّد غليون بوضع حد للتحالف الاستراتيجي مع كل من إيران وحزب الله وحماس، مشيرا إلى أنه ''بعد سقوط النظام السوري لن يظل حزب الله كما هو الآن''. لما قرأت هذا التصريح انتابتني مخاوف بأن تتحول سوريا لعراق جديد أو ليبيا جديدة يتخلى عليها الجميع بمجرد انهاء الدور السوري المحوري في دعم المقاومة وتبني سياسة الممانعة. وتساءلت ما الذي يدفع الدكتور غليون ليصرح بهكذا تصريحات؟؟؟ وما الهدف من اطلاقها في هذا التوقيت؟؟؟ ثم لماذا الحديث عن فك الارتباط الاستراتيجي بحماس وبحزب الله الآن؟؟؟ وهل الهدف هو استمالة اسرائيل لتشكل ضمانة لتحيق الانتصار واستكمال الحرية؟؟؟ في الحقيقة وحتى لا أتهم بأني أتخندق في صف نظام مجرم يقتل أبناء شعبه، أشير إلى أن الموقف من نظام الأسد شيء والموقف بالتعاون مع اسرائيل شيء ثان. نظام بشار الأسد فقد شرعيته لما واجه مطالب شعبه بالرصاص والدبابات هذه مسألة محسومة ولا يجب أن نزايد فيها على بعضنا البعض لكن أن تقدم المعارضة السورية كل المساعدة لجلب الأجنبي وتتحالف معه لحسم معركتها في الداخل أولا تم لتصفية المقاومة ثانيا هو المرفوض وغير المقبول، لأنه في النهاية سيضر بموقع سوريا غليون وسيجعل منها دولة تستجدي الحماية الأمريكية وربما الاسرائلية تماما كما يحدث لعراق المالكي. لذلك أعتقد أن على المعارضة السورية أن تنتبه جيدا حتى لا تقع في فخ الاستعانة بظالم على ظالم لأنها ستكون في النهاية فريسة للاثنين معا؟؟؟ حفظ الله سوريا وأهلها.