/

مقال الرأي

أحوال الناس

مسعدة اليامي تكتب ق ق ج



جثمان

نصب الصيوان في وسط الشارع
أوقف نبض حراك السيارات
تساقطت الدموع على فراق الأحبة
جفت العيون فلم يبقى سوى صدى
ثرثرة النساء و إشباع البطون !!
جعله يسقى
رقصت بخطوات مرتبكة
بحثت عن إيقاعها الخاص
سمعت صوت إيقاع شعبي
ركضت نحو بريق ضوئه
أشرق على محياها ابتسامة عريضة
ردت كثيراً جعله يسقى ... جعله يسقى
اعتذار
كتبت رسالتها الأخيرة فوق شفاه الزمن المر!
أحبك رغم شروق الشمس
لذلك أقدم لكِ اعتذاري
بكف الغروب
لفة سيجارة !!
جلس ليسرق قطرة أمل من بين شفاه الزمن المر
اتكأ على حطام الأيام التي أردتهُ قتيلاً
أخذ يطوى صفحة من حياته بلفة سيجارة
تحترق بأصابع الزمن الجائر !
وقف بجوار الأمل الذي حجب بسبب دخان تلك السيجارة اللعينة
أطفالي
هادي ... فلونه... افتح يا سمسم
ذكريات الطفولة التي طمرت بصراخ
وضجيج لغة الآخر !!
الجاسوسات ... فتيات القوة ... سلاحف النينجا
لغة لا بد أن أتعلمها لأفهم لغة أطفالي
بوية
تبادلوا النظرات ثم اللمسات
اقتربت منها و قالت : بصوت جهوري مخضب بنغمات الهوى
هل تفتقدين إلى شيء ؟
أجابت بنعومة مغرقة و هي ممسكة بها : أنتِ
بوية
ردت عليها بعذوبة مسترجلة
و أنتِ أنثى
تنشدين من يدغدغ أنوثتك المهجورة!

(( جمرة بكف جنين))

نفضت حذائي و وضعتهُ بالقرب مني, تململت في جلستي إلى أن أستقر الحال بجسدي الهزيل في نفق تحت الأرض, حاولت أن أنام لكن تلك العربات التي يقودها الناس بجنون في الصباح و المساء لم تمنحني فرصة النوم و لو لبضع دقائق ,أخيراً خيم السكون على المكان, ألا أن هناك حركات مخيفة تعبث بنفسي الصغيرة الخائفة من الظلام, أبي أمي أين أنتما ؟ لم أعد أبصر ألا عيون تلمع في الدجى, الخوف يسري في سائر جسدي, غفت روحي في ذلك المكان المقفر من الإنسانية, النوم و التعب يداعبان عيناي , سقطت فوق الأرض يسكنني البرد حتى في أحلامي التي أقلتني إلى عالم الرحالة الصغير, ظننت أنني جوال فÙ! Š عالم الثلوج ,ألهو مع كلابي الصغيرة, و قردي الذي كان يرتدي أجمل الملابس, الثلج يتساقط و قلبي يخفق بالحياة التي تركض نحوي , ركلتني بقدميها إلى أن أشبعتني ضرباً ,عدت إلى أحلامي و البرد يلف خاصرتي, ارتميت بين أحضانها من جديد, أرتجي أمل عودتي إلى حضن أمي, مشيت كثيراً, قطعت مسافات طويلة, لم أشعر بالتعب, رغم عواء الذئاب الذي يتبدد بطلوع الشمس القاهرة لخفافيش الليل, رفعت قبعتي عندما كان العالم يصفق (لريمي) الرحال الصغير مع فرقتهُ الاستعراضية, ينامون بحب و يستقضون من أجل نشر الحب و السلام, تعلمت من ذلك أن الحيوان أكثر وفاء من الإنسان الذي سرعان ما يشعل! نار الخيانة و الغدر في ملابسك قبل ! أن تغادر المكان . أتعلم أن اليم كل يوم يتسع فاهُ ليغرق بدوامتهِ الكثير, ممن لا زالوا يحبون على الأرض بنقاء براءتهم المستغلة من قبل اللصوص, يتدافعون على لمعان تلك الكرات المتقدة ظنن منهم أنها نجوم ساقطة على الأرض ,أمسكوا بها أحسوا بحرارتها رغم ذلك أقدموا على أكلها,أتعلم لماذا فعلو ذلك ؟ لأنهُ لا خيار أخر أمامهم مشيت بخطوات متعثرة ,فالجوع و الأسقام تقيد مفاصلي التي لم تعد قادرة على النمو أمسكت بقدري لأضعها على سطح لساني, لتتهاوى الأحرف العربية متخلية عن ثرواتها الحضارية , بأكفهم الغليظة حصدوا ثرواتهم الندية, عليك الآن أن تضحك لأنهم يتشبهون بأمنØ! § ( الغوله)!!التي تخيف الأطفال, و تقتلهم, و تستغلهم و تسرق أعضائهم من أجل أن تأكلها في زوايا الحارات الفقيرة , أشعلت الثقاب بحثت عن الشمعة التي تضيء العالم, فلم أجد ألا وجوه( دكتاتورية) تريق دماء الشعوب بلا رحمة, صرخت كثيراً لم يسمعني أحد و أنا أدعو السماء أن تنزل المطر تساقطت دموعي من مقلتي الصغيرة, لكنها لم تقوى على إطفاء النار التي أحرقت أحلامي و جردت لوحتي من الحياة, سقطت جدران المدارس ,و البيوت ,و المساجد ولم يبقى في الساحة سوى كلاب تنبح عندما تسمع زقزقة العصافير فوق الأشجار العارية من أوراق الربيع .

جنية الجبل

قرية على كف عفريت ..أشعلت الفتيل في عقلي النائم ..جنية سكنت الجبل الميت
الجبال خلقت من الجماد .. فهي ميتة لا روح لها و لكن كيف أصل إلى تلك الجنية التي تسكن الجبل بالتأكيد أنني بحاجة إلى حبل .. لا أظن أنني بحاجة إلى عصا سحرية توصلني إلى قمة الجبل دون مجهود هل الجبال مخلوقات ميتة ؟!
أخذت أفكر كثيراً قد يستغرق الوقت (9999) خطأ إلى أن أستدل إلى الحقيقة لابد أن أعود نفسي على كلمة لماذا في جميع خطواتي إلى الجبل
سوف أرسم طبيعة الجبال على كراستي التي ابتعتها من المتجر مساء البارحة مع أبي .. أتعلمين يا دميتي الغالية أنني أبحب القمر عندما يبعث لنا الضوء الجميل في المساء رغم أن القمر عبارة عن كوكب تقطنه الحجارة أي جميع معالم الطبيعة الجميلة لا تنمو فوق سطحه الملتهب .
الغيمة تظلل الجبل ترى ماذا تريد منه ؟ هل جنية الجبل هي التي طلبت من الغيمة أن تظلل الجبل و تحجب الشمس ؟ أم أن هناك سر لا أعرفه
المطر يتساقط بغزارة غير مسبوقة .. أن تلك القطرة قوية فهي تملك المقدرة على أن تفتت الحجر
سافرت الغيمة إلى مكان بعيد عادة البسمة لشمس
أحضرت لوحتي أمسكت ريشتي رسمت الجبل و هو مزين بالعشب الأخضر
تحققت بعد ذلك أن الجبل ليس بميت.. فالصورة التي تجلت أمامي كيف أن الحي يخرج من الميت
غضبت الجنية العجوز المتجعدة الوجه.. وضعت قبعت القش فوق شعرها المتناثر بدأت تنظر لجمال الجبل بحنق استدعت الرياح بإصبعها الكبيرة الحجم ..حولتها بنفخة من فمها القبيح إلى إعصار.. تجمعت السحب تساقطت الأمطار بغزارة .. حلت الكوارث في كل مكان.. تساقطت المنازل و الأشجار.. حاول الأطفال أن يدرأُ خطره ُبأكفهم الصغيرة !!
غاصت الجنية في وسط المياه لتجرف البراءة ..امتصت أرواحهم لتعيد النظارة لوجها القبيح
طفت أجسادهم على السطح لتنهش العقبان نصيبها من عشرات و مئات ضحايا الجبروت البشري !

مسعدة اليامي/ قاصة من السعودية منطقة (نجران)