/

مقال الرأي

أحوال الناس

حرية الشواذ والمدونة العارية .. إديها كمان حرية !

بقلم : حسين مرسي. حرية الشواذ والمدونة العارية .. إديها كمان حرية !

أصبحت الاخلاق الآن تحت الأحذية وأصبحت المبادئ موضة قديمة .. وحتى تصبح متحضرا لابد أن تنسى أو تتناسى أنك مسلم أو مسيحى وأن هناك تعاليم مقدسة لا يجب أن تخرج عليها أو تحيد عنها .. فهناك الثوابت التى لا جدال فيها والتى يحاول العديد من أصحاب الفكر الجديد إقناعنا أنها أصبحت جزءا من الماضى وعلينا التخلص منها إذا كنا نريد التقدم واللحاق بركب الدول التقدمة والعالم المتحضر
وإذا كانت ثورة 25 يناير قد قامت لتعيد للإنسان المصرى كرامته المهدرة وحقوقه الضائعة فإن هذه الكرامة لن تعود إلا إذا استعدنا معها أخلاقنا التى ضاعت منا في سنوات الضياع التى عشناها طويلا حتى نسينا أن هناك ما يسمى بالأخلاق وهناك ما يسمى بالدين وتعاليم الإسلام التى لا يجب أبدا أن نخرج عنها في كل حياتنا حتى لو أردنا ان نلعبها سياسة رغم كل ما يقال عن السياسة من أنها لعبة النفاق والقذارة
ففى الأيام الماضية فوجئت أثناء وجودى على الفيس بوك بصفحة للشواذ جنسيا عنوانها ( اليوم الوطنى لمثلي الجنس في مصر ) ويدعو أعضاء هذه الصفحة إلى الاعتراف بهم في مصر.. وأنهم قد حددوا اليوم الأول من يناير القادم ليكون اليوم الوطنى لهم .. بل إن تعليقاتهم كانت في منتهى البجاحة عندما تحدثوا عن حقوقهم الضائعة في مصر على يد المتعصبين الذين لا يعترفون بحرية التعبير من منطلق أن الشذوذ الجنسي من وجهة نظرهم تصرف شخصى وحرية شخصية وليس جريمة يجب أن يعاقب فاعلها قانونا ناهيك عن نظرة المجتمع لمثل هؤلاء المنحرفين عن الطبيعة السوية التى خلقها الله .. والغريب أنهم استشهدوا بآيات من القرآن تؤيدهم فيما يطالبون به فجاءوا بالآية الكريمة التى تقول (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ).. ونسوا أن الله حرم اللواط ودمر قرية آل لوط على من فيها فلم تسكن حتى يومنا هذا من شدة جرمهم
ويزداد الأمر سوءا وبجاحه عندما يقول أحدهم إنه نزل إلى ميدان التحرير ليطالب بحريته ولن يتنازل عنها أبدا بل سيقاتل من أجل حريته ..هل هذه هى الحرية التى قامت من أجلها ثورة يناير .. وهل هذه هى الحرية التى نسعى لتحقيقها في مصر .. حرية الشواذ .. تركنا كل قضايانا المهمة والمصيرية وتحدثنا عن الشذوذ ليصبح مباحا في مصر دولة الأزهر .. هل هذا أمر مقبول أو ممكن حدوثه فعلا في مصر وهل يقبل علماء الإسلام ورجال الكنيسة في مصر بالاعتراف بالشذوذ ليصبح مباحا على أرض مصر التى ارتوت بدماء الشهداء على مر السنين
والمزعج أننى قبل ان أفيق من صدمة الشواذ تلقيت الصدمة الأشد عندما وصلتنى رسالة إلكترونية عن فتاة نشرت على مدونتها سورة عارية تماما لها لترد بهذا الموقف على الإسلاميين في مصر ولتقول لهم إن هذا هو ردى على ما تطالبون به من تطبيق للشريعة الإسلامية ..وأن حرية التعبير أهم عندى من كل ما تطالبون به وتنشرونه يوميا بين المصريين
هذه الفتاة التى لم تتجاوز عامها العشرين وجهت للأسف ضربة شديدة لثورة المصريين التى قامت لاستعادة شرف الأمة المصرية ولكننا للأسف لم نفهم معنى الثورة بالشكل الصحيح .. فهمناها على أنها حرية شخصية وممارسة جنس وشذوذ وفعل أى شيء من منطلق ان ذلك حرية شخصية ..نعم هى بهذا الشكل حرية شخصية فقط لا تهتم بحريات سياسية ولا فكرية بل كل همها أن تكون هناك حرية لفعل أى شيء مخالف للآداب والأخلاق والأعراف دون أن يعترض أحد على ذلك أو حتى يجرؤ على الاعتراض
وللأسف أيضا أن هذه الفتاة لها فيديو منشور على اليوتيوب يصور فضيحة أخرى مع شاب للأسف من الثوار والمدونين المعروفين أثناء وجوده في حديقة الأزهر وقام ضابط الأمن بالحديقة بضبطهم في وضع مخل فقام الشاب بكل بجاحه بالدخول في مناقشة جدلية مع الشاب الذى ضبطهم لأنه غير مقتنع بأن ما فعله أمر خارج عن الأخلاق والدين وأن ما فعله مع الفتاة هو حرية شخصية .. وكانت البجاحة أكثر في أن الشاب نفسه هو الذى قام بتصوير ما حدث حتى ينشره على الإنترنت وكانت مناقشاته مع مدير الحديقة ورجال الأمن كارثية لأنه اعتبر ما فعله ضابط الأمن تدخلا في خصوصياته ومنعا لحريته الشخصية .. وبالطبع كانت الفتاة للأسف تضحك على رجال الأمن أثناء الحوار وكأنها غير مذنبة بالمرة .. المهم أن الأمر انتهى بحضور أمين شرطة اصطحب الشاب والفتاة لتحرير محضر ولا أعلم إلى أين انتهى هذا المحضر ولكن الفيديو موجود على الفيس بوك وعلى اليوتيوب لمن يريد التأكد
للأسف كانت الصدمة كبيرة في شباب اعتبرناهم قدوة ومثلا عندما شاركوا في ثورة عظيمة أزالت هما كبيرا من على قلب مصر لكنها وضعت هما أكبر أراه أخطر وأعظم من اى فساد أو انحراف سياسي أو مالى .. إنه انحراف أخلاقى سيدمر مصر وكل ما تم تحقيقه من إنجازات على يد الثورة المصرية وبأيدى شباب محسوبين على هذه الثورة نفسها .. وإلا فما معنى أن يخرج علينا مجموعة من الشواذ ليتحدثوا عن حقهم في الشذوذ من منطلق الحرية التى طالبت بها الثورة .. ثم تخرج علينا فتاة لا تعرف للقيم والأخلاق أى معنى لتنشر صورتها العارية على الملايين في تحد صارخ لكل القيم والأخلاق والمبادئ والأديان السماوية
وكانت الصدمة أكبر في الذين يدافعون عن مثل هؤلاء المنحرفين فكريا وأخلاقيا بدعوى الحرية والليبرالية التى باسمها يطالبون بكل الموبقات تقليدا للغرب ولأمريكا .. ذلك التقليد الأعمى الذى يضر ولا ينفع .. فلم نقلدهم في تقدمهم العلمى والتكنولوجى ولكن قلدناهم في العرى والفجور والشذوذ فكانت النتيجة هى ما نحن فيه الان من فوضى وانفلات أخلاقى وعدم احترام .. وكله تحت شعار الحرية .. وهنيئا للإخوان المسلمين والسلفيين ومبروك مقدما على الوصول للسلطة بيد الليبراليين أنفسهم تحت شعار " إديها كمان حرية ".