/

مقال الرأي

أحوال الناس

لحظة تأمل


إذا شبّ حريقٌ في بيتك، ودعاك أحدهم للصلاة بدل إطفاء الحريق، فتأكد أنها دعوة خائن. لست أدري لماذا دائما لما أقرأ للشيخ محمد الغزالي عليه رحمة الله أشعر أنه عاش في غير عصره فالرجل يفكر بمنطق ما يزال غير مفهوم لدى الكثيرين في عالمنا الاسلامي، منطق يقوم على الغايات والأهداف لا على الانفعالات وردود الأفعال،.على النهايات وليس على التفاصيل والجزئيات، منطق مبني على فقه المقاصد الذي غاب عنا للأسف الشديد. في هذه المقولة مثلا يكشف عن فهم عميق لمعنى وغايات فرض العبادات فالعبرة ليست بمجموع الحركات التي نقوم بها وإنما بالأثر الذي سيترتب عن هذه العبادات على سلوكاتنا وأخلاقنا فكما قال عليه الصلاة والسلام من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له. فالهدف من فرض العبادات هو ربط العبد برب العباد بشكل يضمن استشعار معية الله سبحانه معنا في كل صغيرة وكبيرة وبهذا يراقب الفرد كل سلوكاته رقابة ذاتية تنعكس في جودة أدائه والتميز في إنجاز أعماله. لا أن تتحول العبادات لمجرد طقوس تجرد من غاياتها وتغرق في الشكليات والتفاصيل المملة . لذلك أنا أبارك ما قاله الشيخ محمد الغزالي وأعدل فقط في عبارته الجزء الأخير لتصبح إذا شبّ حريقٌ في بيتك، ودعاك أحدهم للصلاة بدل إطفاء الحريق، فتأكد أنها دعوة جاهل أمي لئيم.